ضجيج الـ«كلوب هاوس»

ضجيج الـ«كلوب هاوس»

ستجد عددًا كبيرًا من المقالات والأحاديث حول الـ«كلوب هاوس» (Clubhouse) هذا التطبيق الذي يبلغ من العمر عامًا أو أكثر بقليل؛ يُحدث الكثير من الضجة.«كلوب هاوس» (Clubhouse) هذه الشبكة الاجتماعية سريعة النمو ببساطة هو منصة للمناقشات الافتراضية.

تطبيق أمريكي من تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، يشبه البث الصوتي المباشر، ويتيح لمستخدميه المشاركة والتفاعل من خلال طرح الآراء والأفكار ومناقشتها في غرف دردشة تضم مجموعة من المتحدثين والمستمعين. السمة الرئيسية لـ«كلوب هاوس» هي الوسيط: الصوت مما يميزه عن باقي وسائل التواصل الاجتماعية كـ«Facebook, Instagram ,TikTok, WhatsApp , YouTube».

مصطلح «Clubhouse» مكون من جزئين (Club)، ( house) الأولى تترجم نادي، بينما الأخرى بيت، وهذا يوضح فكرة إنشاء التطبيق، فقد أشار مؤسساه rohan seth, paul davison إلى أنه مع بداية تفشي جائحة كورونا واتجاه الكثيرين للعمل من المنزل؛ تبلورت فكرة إنشاء تطبيق يجمع بين المحادثات الحية، والمقابلات الجماعية، والاستماع إلى «بودكاست podcast».

يجتذب «كلوب هاوس» أعدادًا كبيرة من المستخدمين حول العالم وبحسب شبكة الـ«BBC» أن المنصة حاليًا تستقطب مليوني مستخدم أسبوعيًّا، وتشهد الغرف مناقشات مستفيضة حول الحقوق والهوية الوطنية والدينية بالإضافة إلي غرف الترفيه والتسلية. ويمكن أن تكون الغرف عامة أو خاصة، ويمكنك الاستماع بهدوء أو الانضمام إلى المحادثة، وتستطيع الانتقال بين غرف تتفاوت موضوعاتها ما بين موسيقى الهيب هوب إلى التكنولوجيا الصحية.

وبالرغم من أنه يتمتع بشعبية تزدهر حاليًا، فإنه يثير مخاوف بشأن الآثار السلبية لاستخدام الأدوات ووسائل التواصل الاجتماعية كما هو الحال مع التطبيقات الأخرى. لكنه يجمع بين الدردشة الفورية، والعاطفة للصوت البشري حيث الإبداع والحميمية والأصالة التي يمكن أن يقدمها الصوت، والذي ربما يعيد لنا ميزات العصر الذهبي للإذاعة التقليدية.

الصوت وسيط حميمي حيث يمكنك سماع التصريفات في نبرة الصوت، التي تنقل المشاعر والشخصية بطريقة لا يفعلها النص وحده؛ فإذا قمت بعمل مزحة أو ساخرة عبر رسالة نصية أو بريد إلكتروني، فإن محاولتك للفكاهة يمكن أن تفشل وبسهولة. علاوة على ذلك فإن الاستماع من الناس مباشرة يمكن أن يولد التعاطف والتفاهم في الموضوعات الصعبة مثل الإدمان والانتحار.

يتيح لك النادي ممارسة مهاراتك اللغوية وحضور العديد من المناقشات التي تضم مثقفين وممثلين ورياضيين وكبار الشخصيات وأصحاب الخبرات حول العالم؛ حيث يمكنك الحديث والاستماع بشكل مباشر داخل غرفة تضم الآلاف من الأشخاص الذين يشاركون خبراتهم مجانًا فهو فرصة مجانية لتطوير الذات.

كما يدعم النادي الثقافات الناشئة؛ ففي نهاية العام 2020م قدمت مجموعة من أعضاء «Clubhouse» عرضًا غنائيًّا لمسرحية The Lion» King-musical» وتضمن العرض الحي مجموعة من الممثلين والمطربين وكان هناك أكثر من 3400 شخص يستمعون إلى العرض.

وسط هذا الضجيج يواجه «Clubhouse» تحديات تتعلق بالخصوصية والعيوب الأمنية حيث إدارة المعلومات الخاطئة في مكان غير منظم، يُمكن الناس أن يقولوا ما يريدون. مما يزيد احتمال انتشار نظريات المؤامرة.

هذا وقد أبلغ بعض الصحفيين والمستخدمين عن قضايا المضايقة ومعاداة السامية والعنصرية عبر التطبيق، بالإضافة إلي تسجيل وإعادة بث الدردشات عبر الإنترنت رغم أن هذا يخالف قواعد الخصوصية للتطبيق. وقد أكد تقرير لـ «مرصد ستانفورد للإنترنت» أن نظام «Clubhouse» للتشفير يسمح بنقل البيانات والملفات الصوتية لجهات حكومية وهذا يخالف قواعد حماية البيانات (GDPR) كل هذا قد يجعل من الصعب على التطبيق الحفاظ على مساره السريع.

أصبحنا بالحاجة إلى التواصل ورواية القصص كما كان يحدث بيننا منذ زمن بعيد؛ هذه هي الخلطة السرية التي يستخدمها المخيم الرقمي «كلوب هاوس» (Clubhouse).

مصدر: https://www.sasapost.com/opinion/clubhouse/


للتعليقات

اتصل بنا

ارسل رسالة لنا

احصل على جميع المعلومات